1-
يظلÙÙ‘ الشاعر أكبر من العَروض، شريطة أن يكون الشاعر شاعرًا، بالمعنى الÙÙ†ÙّيÙÙ‘ النوعيÙÙ‘ للنعت. وكثيرًا ما يخرج الشعراء على قواعد العَروضيÙّين، قديمًا ÙˆØديثًا. أمَّا قديمًا، ÙÙ†ØÙ† ÙÙŠ غÙنًى عن التمثيل. وأمَّا Øديثًا، ÙØدÙّث ولا Øرج. ونضرب على خروج بعض الشعراء المØدثين على قواعد العَروض الخليليَّة بعض الأمثلة. ÙÙ€(Ø£Øمد شوقي)ØŒ مثلًا، يقول، من البØر المتدارك، والمسمَّى Ø£Øيانًا: الخَبب:
[نَتَّخÙÙ€]ـذ٠الشَّمسَ لَه٠تاجا …
وضÙØاها عَرشًا وَهَّاجا
وكذا يقول من نصÙÙ‘ آخَر:
[نَبتَدÙ]ر٠الخَيرَ ونَستَبÙÙ‚Ù … ما يَرضَى الخالÙق٠والخÙÙ„ÙÙ‚Ù
Ùخرج عمَّا أجازه العَروضيÙّون ÙÙŠ Øشو هذا البØر، من الخبن والتشعيث إلى ما يشبه (القبض)ØŒ وليس بقبض، وهو Øذ٠الخامس الساكن، ÙتÙØµØ¨Ø ØªÙعيلة (Ùاعلنْ): (ÙاعلÙ)ØŒ وذلك ÙÙŠ ما جعلناه بين قوسَين مربَّعين من مستهلÙÙ‘ بيتيه. قلت٠ليس بقبض؛ لأن القبض زØاÙØŒ والزØا٠لا يكون إلَّا ÙÙŠ ثواني الأسباب.
https://www.diwanalarab.com/%D9%82%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9
ÙˆØكاية البØر المتدارك Øكايةٌ تطول، لكثرة رÙخَصه: Ùاعلن/ ÙَعÙÙ„ÙÙ†/ Ùاعلْ+ ÙاعلÙ! Øتى تَصوَّر بعضٌ أن الخَبب بØرٌ مستقلٌّ؛ لأن التÙعيلة (Ùاعلن)ØŒ التي ÙŠÙÙترض أنها أصل هذا البØر، تبدو نابيةً Øين تَرÙد مع تÙعيلات (ÙعÙÙ„Ùنْ/ Ùاعلْ). كما أن هذا البØر قد يتَّÙÙ‚ إتيانه ÙÙŠ النثر المØض؛ ولعلَّ ذلك سبب إهمال (الخليل) إيَّاه. وأرى أن هذا بØرٌ واØدٌ، أصل تÙعيلاته (Ùاعلن)ØŒ كما قرَّر (الأخÙØ´) ومَن تلاه Ù…ÙÙ† العَروضيÙّين. لكنه يجوز ÙÙŠ Øشوه: الخبن (ÙَعÙÙ„Ùنْ)ØŒ والتشعيث (Ùالن/ Ùاعلْ)ØŒ لا غير. أمَّا (ÙاعلÙ)ØŒ Ùتبدو Ù…Øض خطأ عَروضي، يقع Ùيه بعض الشعراء. ونعدÙّه خطأً لأنها تتجاور بسببه المتØرÙّكات على Ù†Øو٠ثقيل، إذا جاءت بعد تÙعيلة (ÙاعلÙ) تÙعيلة٠(ÙَعÙÙ„Ùنْ)Ø› Ùتتوالَى متØرÙّكاتٌ خمسةٌ بلا Ùاصل سكون. Ùضلًا عن انتهاء المقطع التÙعيلي بمتØرÙّك، وابتداء الذي بعده بمتØرÙّك. ولئن جاز هذا ÙÙŠ أبØر أخرى، Ùإنه يثقل ÙÙŠ المتدارك لتناÙيه مع طبيعته الراقصة. ولو Ø£Ùجيز مثل هذا- أي استعمال (ÙاعلÙ) ÙÙŠ المتدارك- لأÙجيز، إذن، كلÙÙ‘ اختلال٠عَروضيÙÙ‘ØŒ أو كلÙÙ‘ نصÙÙ‘ نثريÙÙ‘ يَنسب Ù†Ùسه إلى النَّظم؛ لأن العربيَّة بصÙة٠عامَّة٠لغةٌ موسيقيَّةٌ بطبيعتها، وكثيرٌ من كلام العرب يأتي اتÙاقًا على المتدارك. ÙˆØين يتلاشى الÙارق الإيقاعيÙÙ‘ بين Ø´Ùعر العربيَّة ونثرها إلى هذه الدرجة، ÙÙ‚ÙÙ„ على الإيقاع الشÙّعري السلام؛ Øينئذ٠لن يبقى بين المنظوم والمنثور من Ùارق. وبذا Ùإن قصيدة النثر ØªØµØ¨Ø Ù‚ØµÙŠØ¯Ø© تÙعيلة، ÙˆÙŽÙÙ‚ هذا التØÙ„Ùّل من ضوابط النَّظم الشÙّعري! Ùكي٠بما Ø£ÙسمÙّيه قصيدة النثريلة (قصيدة النثر التÙعيليَّة)ØŒ وهي ضربٌ مزيجٌ من التÙعيليÙÙ‘ والنثري؟!
هذا، وليس الضابط ÙÙŠ الأمر كثرة استعمال الشعراء؛ Ùلَكَمْ وقع الشعراء ÙÙŠ مزالق العَروض، منذ ما Ù†ÙسÙب إلى (عَبيد بن الأبرص)ØŒ وإلى (أبي تمَّام)ØŒ وصولًا إلى (Ø£Øمد شوقي). وإنَّما الضابط النظر٠ÙÙŠ نواميس العَروض العربيÙÙ‘ الموسيقيَّة الغالبة، وهي تدلÙّنا على اضطراب الإيقاع ما زاد توالي المتØرÙّكات على ثلاثة Ø£ØرÙ. والسبب واضØØŒ وهو أن الإيقاع ÙÙŠ الموسيقى قائمٌ أصلًا على تناوب المتØرÙّك والساكن، أمَّا أنْ تتعاقب المتØرÙّكات Ùوق ثلاثة؛ Ùثقيلٌ Øتى ÙÙŠ النثر الخالص.
إن الشÙّعر: لعبة التØرÙّر والانضباط ÙÙŠ قيثارة٠واØدة!
2-
وإذا كان الضابط ليس باستعمال الشعراء ÙÙŠ إجازة ÙˆØدة٠نغميَّة كـ(ÙاعلÙ) ÙÙŠ المتدارك، Ùليس الضابط كذلك باستعمال الشعراء ليزعم زاعمٌ أن ثمَّةَ بØرَين Ø´Ùعريَّين، منÙصلًا Ø£Øدهما عن الآخر، هما: (المتدارك) Ùˆ(الخَبب)Ø› بØÙجَّة أن الشعراء نادرًا ما جمعوا بين التÙعيلات (Ùاعلن، ÙˆÙَعÙÙ„Ùن، ÙˆÙاعلْ) ÙÙŠ نصÙÙ‘ واØد. ذلك أن الشعراء عادةً إنما ينسج بعضهم على منوال بعض، بالØÙظ والترديد والمØاكاة. Øتى إن Ùلتات التجديد لا تظهر غالبًا إلَّا لدى أولئك الشعراء الذين ضعÙت لديهم خاصيَّة الØÙظ والترديد والمØاكاة، منطلقين من ØسÙّهم الموسيقيÙÙ‘ وذائقتهم الخاصَّة. أض٠إلى هذا قلَّة استعمال البØر المتدارك ÙÙŠ التراث العربيÙÙ‘ أساسًا، Øتى لقد أهمله الخليل، لا عن جهل٠به؛ لأنه مستوعَبٌ ÙÙŠ دوائره العَروضيَّة، بل لأنه وزنٌ نثريٌّ، قد تأتي عليه عباراتٌ كثيرةٌ وطويلةٌ من النثر، الذي لم يعمد قائلوه إلى وزنه، إضاÙةً إلى أن الخليل لم يجد عليه ÙÙŠ عصره شواهد تÙذكَر من Ø´Ùعر العَرَب. ولولا الإلÙØŒ وتوارث الشعراء أصوات بعضهم بعضًا، لأمكن أن نجد قصائد تجتمع Ùيها التÙعيلات الخَببيَّة (Ùاعلن، ÙˆÙَعÙÙ„Ùن، ÙˆÙاعلْ). كأن نقول، مثلًا:
للخَيْل٠أنا السَّائس٠… تَعْدÙو، رَسْنÙها الهاجÙسÙ
ثابـتٌ أبـدًا سَرجÙـها … ليسَ يَـــنبو بهــا الÙارسÙ
Ùاعلْ/ ÙعÙÙ„ÙÙ†/ Ùاعلن … Ùاعلْ/ Ùاعلن/ Ùاعلن
Ùاعلن/ ÙعÙÙ„ÙÙ† / Ùاعلن … Ùاعلن/ Ùاعلن/ Ùاعلن
Ùهذا بØرٌ واØدٌ، اجتمعت Ùيه التÙعيلات بلا Ù†ÙبÙÙˆÙÙ‘ØŒ Øينما جاء توزيع المتØرÙّكات والسواكن سائغًا. وبغير هذا يقع التضييق على الشعراء، إمَّا بÙرض تÙعيلة (Ùاعلن)ØŒ السليمة من الزØاÙØŒ ÙÙŠ النصÙÙ‘ الواØد، وإمَّا باستبعاد تلك التÙعيلة، ÙˆÙرض تÙعيلات٠مزاØÙØ©Ù Ùقط، بالخبن والتشعيث. ومثلما أنَّ للشÙّعر العربيÙÙ‘ ضوابطَ عَروضيَّةً لا تقبل التوسÙّع، Ùإنَّ عَروض الشÙّعر العربيÙÙ‘ ÙÙŠ غÙنًى عن التضييق ÙÙŠ ما ÙˆÙسÙّعت قواعده، وإنْ لم نَجÙد شواهد عليه عند الشعراء بالضرورة.